-A +A
فهيم الحامد (بكين)

أجري في العاصمة الصينية بكين أمس حفل استقبال كبير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمناسبة زيارته لجمهورية الصين الشعبية وذلك في قاعة الشعب الكبرى.

ولدى وصول سموه كان في استقباله دولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية.

وفور وصوله صافح كبار المسؤولين الصينيين، فيما صافح نائب الرئيس الصيني أعضاء الوفد الرسمي السعودي.

بعد ذلك، توجه سموه ونائب الرئيس الصيني إلى المنصة الرئيسية ثم عزف السلامان الوطنيان السعودي والصيني.

بعد ذلك، استعرض سمو ولي العهد ونائب الرئيس الصيني حرس الشرف.

وبعد استراحة قصيرة استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ سمو ولي العهد.

إثر ذلك، عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والجانب الصيني برئاسة الرئيس الصيني رحب في بدايته رئيس الجمهورية الصينية بسمو ولي العهد متمنيا لسموه وللوفد المرافق طيب الإقامة.

وأبدى الرئيس الصيني لسموه نقل تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مؤكدا متانة العلاقات الوثيقة بين المملكة والصين، واهتمام الصين بتطوير العلاقات مع المملكة، مستذكرا ومقدرا المساعدة التي قدمتها المملكة للصين إبان تعرض إحدى مدنها للزلزال.

ونوه بتبادل الزيارات بين البلدين على أعلى المستويات وسعي حكومتي البلدين لتعزيز التعاون القائم بينهما، مؤكدا أن الأمير سلمان يعتبر صديقا للصين منذ القدم، حيث قدم مساهمات كبيرة من أجل تطور التعاون بين البلدين، مما أضفى الكثير للعلاقات بين البلدين الصديقين.

وعقب ذلك، ألقى سموه كلمة قال فيها «يطيب لي أن أعرب عن بالغ تقديري لفخامتكم ولحكومة جمهورية الصين الشعبية على ما لمسته والوفد المرافق من طيب الاستقبال وكرم الوفادة وعن سروري شخصيا بالالتقاء بأصدقائنا في هذا البلد الكبير، وأن أنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لفخامتكم ولحكومة وشعب الصين الصديق وتمنياته لكم بمزيد من التقدم والازدهار».

وأضاف «إن زيارتي هذه تأتي في إطار توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين لبناء شراكة استراتيجية بين بلدينا الصديقين تقوم على مبادئ الخير والاحترام، والحرص على توثيق أواصر التعاون، وتعميق الحوار والتواصل، وتنمية علاقاتنا الثنائية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية والاستثمار والطاقة والتعاون الأمني، لتعزيز التنمية الشاملة المستدامة في بلدينا، وخدمة قضايا الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم».

وزاد «إن من شأن ترسيخ هذه العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا على هذه المبادئ الخيرة أن يسهم على نحو كبير في معالجة المشكلات والاضطرابات الإقليمية والدولية الناجمة عن الابتعاد عن مقاصد الأمم المتحدة وعدم الالتزام بقراراتها وازدواجية المعايير واتساع الفجوة التنموية ما بين الدول».

واستطرد «لقد أكدت المملكة هذه المبادئ من خلال الرؤية الثاقبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات وتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا».

وبين «المملكة تقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية الإيجابية تجاه القضية الفلسطينية، ونتطلع إلى الصين بصفتها قطبا دوليا ذا ثقل سياسي واقتصادي كبير بأن تقوم بدور بارز لتحقيق السلام والأمن في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة دولة فلسطين المستقلة».

وقال «نتطلع إلى التعاون مع حكومة جمهورية الصين الشعبية على تحقيق الحل السلمي العاجل للمسألة السورية وفقا لبيان جنيف الصادر عام 2012م بما يكفل حقن دماء الأبرياء وإنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، والضغط على النظام السوري لمساعدة المجتمع الدولي على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري».

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

عقب ذلك، أقام الرئيس الصيني مأدبة عشاء تكريما لسمو ولي العهد ومرافقيه.

وأكدت لـ«عكاظ» مصادر صينية رفيعة أن لقاء الرئيس الصيني مع سمو ولي العهد كان إيجابيا ومثمرا تم خلاله استعراض أوجه الشراكة الاستراتيجية الوثيقة المتنامية بين البلدين، والرغبة في تعزيزها، وتطويرها، مشيرة إلى أن العلاقات بين بكين والرياض قديمة ومتجذرة وشهدت نقلات نوعية مميزة إثر الزيارتين التاريخيتين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين، واللتين ساهمتا في تعزيز العلاقات في مختلف الأصعدة، مضيفة «قيادتا البلدين حريصتان على تنمية هذه العلاقات لتعزيز المصالح المشتركة للبلدين والسعي لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتقوية السلم العالمي»، مشيرة إلى أن لقاء الأمير سلمان مع الرئيس الصيني أعطى دفعة قوية للتشاور والتنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويواصل سمو ولي العهد لقاءاته الرسمية للصين في اليوم الثاني من زيارته بعقد سلسلة من الاجتماعات، يبدأها بلقاء مع رئيس الوزراء الصيني بالعاصمة الصينية بكين، وتتركز المباحثات على سبل تعزير الشراكة السعودية الصينية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة لتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومستجدات الأزمة السورية ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط والتطورات الإقليمية والدولية. وسيشهد سموه مراسيم التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدين في الجوانب التجارية والاستثمارية، ومذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في مجال علوم وتقنيات الفضاء.

كما ستقيم سفارة خادم الحرمين الشريفين في بكين غدا السبت حفل عشاء تكريما لسموه بمناسبة زيارة للصين، وأكدت لـ«عكاظ» مصادر صينية رفيعة أن اللقاءات التي أجراها وسيجريها سموه خلال زيارته للصين تركز على تعزيز العلاقات في مختلف الأصعدة مع المملكة.